القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

معطيات جديدة حول عملية استشهاد القيادي؛ الداه البندير.. وكيف سوق الإحتلال المغربي ل "نصر استخباري" كاذب



 بقلم  أ - سيدي حيذوك 

 معطيات جديدة حول عملية استشهاد القيادي؛ الداه البندير.. وكيف سوق الاحتلال المغربي ل "نصر استخباري" كاذب


أظهرت العملية الأخيرة، التي نفذتها الطائرة المسيرة الإسرائلية، في المناطق المحررة من الجمهورية الصحراوية، مدى تورط دول عرفت بدعمها العسكري والمالي للنظام المغربي منذ بدايات الغزو ، وفضحت دورا يستهدف أمن المنطقة  و دولها.


تفاصيل العملية الغادرة التي نفذتها طائرتان بدون طيارة، حلقتا على علو منخفض (نحو 2500 إلى 3000 متر) ، غارت إحداهما على سيارة قائد سلاح الدرك الوطني، الشهيد، الداه البندير، التي كانت متوقفة في الطريق، فاصابتها. فيما نجا المقاتلون في السيارات الأخرى، الذين رأوا الطائرتين بالعين المجردة.


مصادر خاصة قالت بأن الاستهداف حدث قريبا نسبيا من جدار العار، الذي تختبئ خلفه قوات الاحتلال المغربية، خوفا من هجمات المقاتلين الصحراويين. ويؤكد هذا المعطى الجديد، أن القوات المغربية تكون قد رأت مباشرة سيارات المقاتلين الصحراويين، بما في ذلك سيارة القيادي البارز، الشهيد الداه البندير، فحلقت الطائرات ؛ وهنا يبزر التخوف المغربي من فشل الغارة بطائرة واحدة، ودليل ضعف استخدام التكنولوجيا الحربية الحديثة من طرف المخزن. الذي لم يثق في قدرة طائرة واحدة على ضرب الهدف الثابت الذي لم تكن سيارة الشهيد الداه البندير إلا واحدة منه، وبمحض الصدفة تعرضت للقصف، فيما أن ركاب السيارة لأخرى نجاةو بعد رؤيتهم للطائرتين تحلقان على علو منخفض، وهنا دليل آخر على عدم قدرة هذه المسيرات على ضرب الأهداف من علو شاهق. وهذا سيعرضها عما قريب لخطر الإسقاط المحقق من مضادات الجو الصحراوية.


تظهر تلك المعطيات الدقيقة أيضا ، وهي اختبار لمدى نجاعة أسلحة الطيران المسير،  كيف فشلت منظومات الاحتلال بالاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في التخفيف من خسائر جيشه أو صد هجمات جيش التحرير الشعبي الصحراوي على طول جدار الذل والعار المغربي. إذ ورغم مشاهدة العدو المقاتلين بالعين المجردة، لم يستطيعوا الخروج من جحورهم سنتمترا واحدا، وفضلوا الغدر من وراء الجدر.


وقع الهجوم الجوي مباشرة بعد تنفيذ عملية عسكرية نوعية ببعض القواعد المحاذية لقطاع الفرسية على جدار الذل والهوان المغربي، والتي تكون القوات المغربية قد تكبدت فيها خسائر معتبرة في العتاد والروح يؤكد المصدر المطلع على حيثيات تلك العمليات.


العملية شبيهة إلى حد كبير بعملية إستشهاد الشهيد البطل؛ باني مسيعيد، شهر فبراير الماضي، غداة التملص من العدو بعد عملية قتالية، وعن طريق سلاح الجو الذي يرتعب أصحابه من المواجهة المباشرة مع المقاتل الصحراوي.



ويحاول حلفاء نظام الإحتلال اقناع هذا الأخير بنجاعة سلاح الطيران المسير في تغيير قواعد الاشبتاك، ومعطيات المعادلة العسكرية، نهجا على تجارب في جغرافيا العالم المختلفة. غير أن أكثر من أربعة أشهر، بينت أن خبرة الجيش الصحراوي، هي المحدد ، وهو صاحب الميدان وسيد الساحات، مهما كان حجم الهجمة، ولا مستوى الانخراط الدولي المباشر في حرب الاحتلال المغربي على الشعب الصحراوي.


تعكس هذه المعطيات أن الطائرات لا يمكنها تسديد أي ضربات إلا في مستوى الدفاعات الجوية، وهو ما يؤكده عدم اقترابها من مناطق الدفاع الجوي، وتصيد الأهداف في أماكن معزولة أو قريبة من قواعد انطلاقها خلف جدار العار. 


هذا المعطيات أيضا، تشكك في قدرة هذه الطائرات على مسايرة التكتيك العسكري الصحراوي، الذي يخضع للتكيف والتغير والتطوير باستمرار. وليست ساحات اليمن وامثلة صراعات الشرق الأوسط ببعيدة عنا. 


درس هذا الأسبوع، مهم ليس للصحراويين فقط، وإنما لمفاهيم الحروب الجديدة، والتي تنبأت بقدرة هاته الأسلحة على الحسم وتغيير معطيات الحروب المستقبلية.


وكما كانت التجربة القتالية الصحراوية النوعية ، غنية و مهمة وملهمة، فإن المقاتل الصحراوي ، صاحب الإنجازات العسكرية  الباهرة، قادر اليوم على إعطاء دروس، وتلقين الغزاة الطامعين وحلفائهم 

إن إرادة المقاتل الصحراوي التي هزمت أحلافا عسكرية ومالية كبيرة طيلة 16 سنة ، هي عطية الآباء للأبناء وتركتهم ، والشباب الصحراوي أظهر مع بدايات استئناف الكفاح المسلح عن القدرة على التضحية بنبل وقناعة وإيمان منقطع النظير.



الدعاية المعادية لكفاح الشعب الصحراوي، طبلت وهللت ل "نصر استخباراتي" زائف، ونفخت في بالون العملية أكثر مما يحتمل،  وأنها درست العملية جيدا وتابعت وتحصلت على معلومات دقيقة وغير ذلك من المغاطات المعتمدة، لكن كل حيثيات العملية تفيد عكس ذلك، بأنها ضربة حظ آنية جرى كل ما يتعلق بها في تلك الاثناء فقط.


وكما سقطت الجغوار والرافال، وأبيدت فيالق أُحد والزلاقة، و قتل اكثر من 40 ألف جندي مغربي غازي، و أسر اكثر من 4000 جندي، سيدحر الغزاة المغتصبون و من حالفهم ، مهما كانت الحيلة و الوسيلة، ولا الاستخدام وقوة التحالفات.


ورغم كشف زيف هذه الدعاية المضللة، التي ركب موجتها الاحتلال عبر الترويج لنصر استخباراتي كاذب، فإنه لا يجب أن نغفل عن حقيقة حيازة العدو على مسيرات من اسرائيل وبعض أعوانه، وهو يستعملها ويجربها في اصطياد الغافلين منا، سواء باستعمال الهواتف النقالة او عدم مراعاة اجراءات التأمين والحذر والحيطة التي تفرضها قوانين الحرب ومنطقها وسلوكها.

تعليقات